” فُتحت أبواب حمص السبعة لكل من طرقها ، فهي أبواب من خشب أو حديد ولكن مفاتيحها الحب
أما سر الرقم 7 فهو يرمز إلى الكمال، فقد بنى أبواب حمص اليونانيون، وكعادتهم يبنون سبع أبواب لكل مدنهم “
ويرتبط الرقم 7 بآلهتهم فسمّوا الأبواب بأسمائها، وبنوا معبدًا أمام كل باب، كمعبد شمس ثم تغير اسمه أثناء الفتوحات الإسلامية إلى جامع النوري الكبير
مدينة ابن الوليد : يُقال بأنه توفي بها، وفيها مسجد باسمه
أم الفقير : لا يبيت فيها فقيرًا وذلك من محبة الناس لبعضها و لزوّارها
أم الحجارة السود : لاشتهار حمص بأحجارها البازلتية
جارة العاصي : نهرُ خيرِ يجري في أراضيها
هذه ألقاب مدينة حمص في سورية، فإذا دخلت عليها فأبوابها ستستقبلك وكأنك من سكانها
وهذه أسماء بعض الأبواب :
- باب السباع : وهو من الأبواب الكبيرة ويؤدي إلى دمشق، ومنه تخرج قوافل الحجاج ونُقش فوقه صورة سَبْعين متقابلين وهو شعار الظاهر بيبرس، لذلك سُمي باسمه
- باب الدريب : ويُعتقد بأنه سُمي بهذا الاسم لأنه يؤدي إلى الأراضي الزراعية وإلى القرى الشرقية والجنوبية شرقية عبر دروب، ونُقش فوقه شعار نور الدين زنكي على شكل زهرة زنبق، وسُمي أيضًا بالباب الصغير، دخل منه الجيش العربي بقيادة خالد ابن الوليد وأبي عبيدة الجراح
- باب تدمر : سُمي كذلك لأنه يؤدي إلى مدينة تدمر، وسُمي بباب الجبل لأنه يقع على مرتفع
- باب السوق : وسُمي أيضًا بباب الرستن وباب المغلاق ويؤدي إلى محافظة حلب وحماة، كذلك قيل عنه باب السوق لأنه يؤدي إلى جميع الأسواق ودخل منه العرب بقيادة هشام بن عتبة بن أبي وقاص
- باب التركمان :سُميَّ بهذا الاسم بسبب استقرار عشائر التركمان قربه بعد دخول العثمانيين إلى مدينة حمص
- الباب المسدود : لا تزال أعمدته الجانبية قائمة إلى الآن، لكنه سُدَّ بالحجارة والطين أثناء الحكم العثماني، لذلك سُميَّ بهذا الاسم، لكنه فُتح بعد الحرب العالمية الثانية و يُقال بأن السلطان سليم عندما غادر حمص خرج من هذا الباب وأُغلق وراءه
- باب هود: ويؤدي إلى المدن الساحلية السورية وهو منفذ تجاري لأسواق الساحل وربما ارتبطت تسميته بمقام النبي هود الذي يقع إلى الجنوب منه
ورغم أن هذه الابواب أُزيلت ولم يبقَ من بعضها إلا ركائزها لكن ذلك لم ينتقص من قيمة حمص وهيبتها
وهل يُوجد أدفأ من دوحة تحيط بها أبواب حمص لتحمي ساكنيها وتهب المودة لقاصديها!
والجدير بالذكر أن خارج كل باب يوجد مقبرة للمسلمين سُميت باسم كل باب ٠
قلعة الحصن قصة تاريخ
قلعة الحصن أو حصن الأكراد أو حصن السفح أو الصفح
تعدّدت الأسماء والمقصود واحد
والواحد هنا هو قلعة الحصن، لكل اسم فيها قصة تاريخ يشهد على مرور آلاف السنوات على تشييدها
قصة تقول :أنا هنا رأيت كل من مرَّ من فوقي وسار بجانب أسواري، أقعُ فوق تلة بارتفاع 650 متر
ولا أسقط.
قصة تاريخ يتحدث عن شموخ قلعة مات من غزاها ، لكنها ظلّت شامخة، تروي حكاياتها
” وليس الحصن كالقلعة “
فأما الحصن فهو مبنى عسكري بُنيَ في الحروب للدفاع عن المدينة ولإنهاك كل طامع فيها
وأما القلعة : فهي مبنى كبير، تُبنى لحماية ساكنيها، وتُحاط بخنادق ولها فتحات في جدران عالية لإطلاق السهام منها فهي مركز عسكري و إداري وسكني.
وقلعتنا هنا هي قلعة وحصن وهذا ما يميزها عن القلاع.
تتوسط قلعة الحصن المسافة بين ساحل البحر الأبيض المتوسط ومدينة حمص والتي تقع بدورها وسط سورية جغرافيًا، وبسبب هذا الموقع الاستراتيجي نشبت صراعات حولها
خندق و شرفات و برج
مازلنا في قلعة الحصن فلها قصص تُروى ولا تُنسى
فداخل أسوراها يوجد خندق مائي، و شرفات تطلُّ على زائريها، ويوجد فيها برج لابنة الملك ومهاجع لنوم الجنود ومسرح، أما في أعلاها ففتحات لرمي السهام وحصنين داخلي وخارجي.
أُدرجت قلعة الحصن على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 2006
وذلك بوصفها شاهدًا على العمارة العسكرية في العصور الوسطى، ثم أُلحقت بقائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للتهديد عام 2013
” إذا مُنحتَ النعمة ومُنحتَ الحكمة وفوقها الجمال فلا تدع التعجرف يقترن بها لأنه يذهب بها جميعًا”
هذا ما كُتبَ على أحد جدران قلعة الحصن باللغة اللاتينية
نهر العاصي بحيرة وثلاث سدود
كيف يكون حال المياه الحائرة في نهر العاصي المشاكس بروافده وثلاث سدود و بحيرة
يتدفق بمياه عذبة تروي الأرض ومزارعه وعابري السبيل!
هذا حال نهر العاصي في حمص
نهر أورند أو الأرنط أو أورنطس أو أورنط
نهر المقلوب
نهر الميماس
الكبير
كل تلك أسماء نهر العاصي
يشكل في جريانه بحيرة وثلاث سدود
سد محردة
سد الرستن
سد العشارنة
أما بحيرة قطينة وهذا اسمها، فهي الوحيدة بين البحيرات في سورية الواقعة باتجاه الريح، عكس نهرها العاصي وفيها متنزه كبير، كما أنّها المصدر الأهم للثروة السمكية
ينبع نهر العاصي من لبنان ويجري في حمص وحماة متابعًا العطاء إلى الغاب في سورية لينتهي في البحر الأبيض المتوسط
نهر العاصي قصة المتمرد
يُقال أنَّ نهر العاصي سُميَّ باسمه، أي المتمرد باللغة العربية لأنه يسير باتجاهٍ معاكسٍ لجميع الأنهار، أي من الجنوب إلى الشمال،
قصة المتمرد تقول أيضًا: بسبب صعوبة استخراج الماء منه دون استخدام النواعير
وهناك قصة للمتمرد ويُقال: بأن تايفون أو تايفوس وهو اسم تنين تعرَّض للصاعقة واختبأ داخل الأرض حتى ظهر رجل باسمه هناك
سماه المصريون :Araunti
وسماه الآشوريون : Arantu
أما المقدونيون فسموه : Axius
لم يسترح نهر العاصي حتى الآن بل مازال يمنح الخير لكل من صادف طريقه، كأمّ واهبة تمنح وتَنسى
السوق المسقوف في حمص وأسواق فرعية
السوق المسقوف في حمص هو سوق أثري، تتفرع منه أسواق فرعية يعود تاريخها إلى العهد المملوكي
وأسواق فرعية مثل: النوري والمنسوجات وسوق العطارين والمعصرة والخياطين وبازرباشي و سوق النسوان والفرو والقطن وغيرها
ويغطي السوق المسقوف وأسواق أخرى سقوفٌ اسطوانية و عقود حجرية لحماية زائريها من حر الصيف وبرد الشتاء
وهذه الأسواق تقع على طرف مدينة حمص وليس في وسطها وهي أسواق تاريخية
سوق النوري: أو القوافي ويعود بناؤه إلى عام 1743
أضاف عليه الباشا عبد الحميد تحديثات عمرانية فرصف أرضيته بحجارة ملساء، و عُرف سابقًا بسوق السلحفاة لأن سقفه كان يشبه السلحفاة وفيه عدد من المقاهي
سوق البازرباشي :أو شيخ الأسواق يُوجد بجانبه حمّام البازرباشي وفي نهايته باحة كبيرة تتصل بالحمّام العثماني
سوق المعصرة : سُمي باسمه بسبب وجود معصرة دبس قديمة فيه ثم تحوّل لبيع المنسوجات، وهو سوق مكشوف بجانب سوق البازرباشي
سوق العطّارين : أو سوق المعرض وسُمي كذلك بسبب تواجد العطور فيه وبُني في العهد العثماني، يجاوره سوق الحرير وفيه سبيل ماء وله أرضية مرصوفة بالموازييك
سوق قيصرية الحرير : أو كما يسموه أهل حمص قيسارية
بناه أسعد باشا ليستقبل الحجيج فيه والزائرين وهو بناء ضخم، يوجد فيه معصرة حجرية كبيرة، يُقال أنها كانت تُستعمل لعصر الزيتون
سوق الفرو : وهو من الأسواق القديمة، يعود إلى ما قبل العهد العثماني، ولكن تكمن أهميته لأنه كان على طريق القوافل التجارية وكان مركزًا لراحة المسافرين قديمًا، ثم أصبح فيه مصانع فيما بعد.
هذه الأسواق المسقوفة في حمص والمكشوفة منها، قد تتغير بعض أسمائها بحسب تغيّر مهن التجار فيما بعد، فهي أسواق متشابكة لكن اسمها السوق المسقوف
تعددت أسماء الأسواق لكن السوق واحد
يوم الأربعاء في حمص هل هو أسطورة ؟
ارتبط يوم الأربعاء في حمص ارتباطًا وثيقًا بالمرح، فتجد الناس في حمص ولشدة ظرافتهم يقولون :
” لاتواخذونا يوم الأربعاء معيدين اليوم” ويبتسمون بكل رحابة صدر من أي شخص يُطلق المزاح معهم في هذا اليوم بل ويتشاركون معه.
أما أسطورة حول يوم الأربعاء في حمص وسبب تسمية هذا اليوم عيدًا عندهم فتقول الأسطورة :
حين شعر سكّان حمص بالخطر من اقتراب غزو المغول لمدينتهم، وكانوا حينها يحجرون على المجانين خوفًا من انتقال هذا الجنون إلى العقلاء،
قرروا حينها التظاهر بالجنون وصادف هذا اليوم، يوم الأربعاء، وكان هذا الفعل سببًا لتراجع المغول من المدينة خوفًا من انتقال جنون الحماصنة إليهم، وانتصر أهل حمص بتظاهرهم للجنون على المغول دون رفع السيف، وانتشر منذ ذلك اليوم بأنَّ أهل المدينة مجانين.
أسطورة أخرى تقول :بأن المسلمين وبعد صلاة يوم الجمعة، كانوا يقومون بالفتوحات الإسلامية وذلك بالأيام التي تلي الجمعة، لكن الحماصنة أسرعوا للصلاة وسبقوها إلى يوم الأربعاء وذلك لأنَّ المعركة كانت على الأبواب، و أرادوا الدفاع عن مدينتهم، فانتشر الأمر كذلك واتهموهم بالجنون
أسطورة أخيرة تقول : أن حمص حكمها ملك اسمه شمس، وكان يحتفل يوم الأربعاء من كل أسبوع، ويدعوا كبار رجال المملكة إلى قصره، وكان هذا سبب لارتباط يوم الأربعاء بأهل حمص.
حِمص وتعني بالآرامية :الأرض اللينة
حُمصُ بالتركية
أميسا باللاتينية
أما سكان حمص بلكنتهم المحببة فهي ” حُومص” بضم الحاء كما يفعلون في أغلب كلماتهم
كيف لا وهي المدينة التي ضمّت التاريخ والجمال والحضارة والخير والذكاء.
هذا غيض من فيض، حيث لم أكتب إلا إضاءة حول حمص، فهي تاريخ وحضارة أكبر من الكلمات
مقالة برعاية المنزل الساطع علامة تجارية