وما الحياة إلا كنهرٍ جارٍ، لن يعكر مجراه بعض الحصى التي تُلقى فيه،
بل سيأخذها في طريقه أو سترسو في أسفله
فمن عادة بعض الناس إحباط الناجح، بل وتمني الفشل له وقد يقولون عنه ماليس فيه، وما قولهم إلا انعكاس لفشلهم هم، ولو أنهم استعملوا
منظف المزيل الشامل لأحقادهم واهتموا بأنفسهم بدل حشر أنوفهم في حياة غيرهم لكان النجاح حليفهم، فالناس بين اثنتين نادم على ما فات أو خائفٌ مما آت
أما أنت،فلن تجد سلامك النفسي إذا توقفت لسماع ضجيج الآخرين ولن تؤذي إلا قلبك
فالناجح يرى الحياة بسيطة، فهو قد عمل بجد واهتم بالوقت وتابع مسيرته
وقد قيل في البساطة : هي فن الواقع وهي أم الفضائل، وأزيدُ عليها بأن التواضع جزء من فن الحياة
وقيل أيضًا اعتنقوا البساطة لكي تعانقكم الحياة، وما الحياة إلا العودة لفطرتنا الأولى
فتابع مسيرتك ولا تنظر إلى الخلف، كالنهر يسقي ولا ينتظر شكرًا
وما الماء إلا سر من أسرار البقاء، فماذا عنه؟
الدهون وارتباطها بالرماد
هاتِ الماء وخذ الثمر والظلال وتمتع بالحياة
كانت الناس منذ قديم الزمان تتجه للعيش حول منابع الماء والأنهار، ليس للشرب فقط، بل لعموم الحياة، كالاستحمام وتنظيف السكن والمكان
وقد قيل بأن أول من أوجد الصابون هم بلاد الرافدين فقد وُجدت أواني فخارية منقوش عليها ” دهون مسلوقة بالرماد” وهي من أجل التنظيف
وتطورت طرق التنظيف عبر الحضارات المتعاقبة لتُعبأ في عبوات خاصة وأسماء مختلفة فأصبح
وكل ذلك من أجل البقع العنيدة
وبعد تطور العمران، و أدواته الذي لم يعرفه أجدادنا، وبعد دخول الكماليات إلى منازلنا، كان لابد من منظفات تناسب هذا التطور، واهتمام أكثر بنظافة البيت ورائحته مثل
هناك عدة حكايات عن اختراع الصابون، تقول إحداها :
أن حضارة بلاد الرافدين، العراق الآن، سُميت سابقًا بالشاطئ ولم تزدهر إلا بسبب موقعها الجغرافي بين دجلة والفرات وهم أول من اخترع مواد التنظيف وذلك قبل ٥٠٠٠ عام تقريبا
وقيل أيضًا : أن أول من صنع الصابون هم الفراعنة وذلك من خلط شحوم الحيوانات وزيوت النبات مع أملاح قاعدية
أما الرومان فيُقال بأنهم أول من سمّى الصابون باسمه، لأنهم اكتشفوه في تلة اسمها سابو بروما، وذلك حين كانت النساء تتجمعن حول نهر التيبر ليغسلن الملابس المتسخة، وكانت الدهون الحيوانية من القرابين المقدمة للآلهة، حينها تختلط بماء النهر فيخرج منها مزيجًا يشبه الصابون، فدعكوها مع الملابس فأصبحت أكثر نظافة.
تخيلي سيدتي أنكِ ما زلت تنظفين البقع العنيدة في المنزل والثياب بخلط الدهون والزيوت بالأملاح والرماد وخليط الدهون الحيوانية بالماء
قالوا في الماء الكثير وربما أجمل ما قيل فيه :
أهون موجود وأعز مفقود
كن حكيمًا كالماء، ألا ترى أنه إذا اشتدَّ الحر تبخّر وانطلق نحو السماء، وحين يبرد الجو ويلطف، يتكاثف ويعود إلى الأرض
وهذه الحكمة تلخص حالة تواجد الماء بكل يسر وسهولة
أما الحمّامات فلم تكن معروفة قديمًا وقيل أنَّ أول من اخترع الحمّامات هم الفراعنة ولكنها كانت خاصْة للملوك فقط
و قال الطبري في كتابه تاريخ الأمم : أنَّ النبي سليمان هو أول من صنع الحمّام وربطها بقصة بلقيس
أما أول من اخترع مياه الصرف الصحي هم الرومان
الألوان كونٌ من المعاني، الأبيض والأصفر، والبرتقالي
انظر حولك وتأمل هذا الكون الشاسع ببديع معانيه ومعجزاته فترى أن الطبيعة منبع الألوان
ولكن هل تعلم أن الألوان ماهي إلا انعكاس الضوء على أعيننا؟
العين تلك الهبة الإلهية، موجود فيها خلايا بشكل مخروطي، وذلك لتمييز الألوان، وهي حساسة للغاية، ففقدان جزء او نوع من هذه المخاريط يجعل الشخص يفقد التمييز للون معين مع لون آخر، فهذا الشخص لن يرى نفس اللون الذي يراه الإنسان الصحيح.
حين قام اسحق نيوتن بتجاربه، اكتشف ظهور الضوء في ٧ ألوان رئيسية وهي ألوان الطيف؛
أما الأبيض فيتكون من جميع الأطوال الموجية للضوء، أي أن الأبيض هو جميع الألوان مجتمعة.
كيف وظّفَ الإنسان الألوان لخدمته؟
ظهرت منتجات كثيرة، اعتمد فيها المصنّعون على الألوان كالثياب والأحذية وديكورات المنازل، فأجروا كثيرًا من الدراسات لفهم الألوان وخاصة في مجال التسويق، فوجدوا أنَّ الألوان تؤثر بنسبة ٨٥٪ من قرارت الشراء لذلك اهتموا بها كاهتمام المرأة بنظافة منزلها فوفروا لها مزيدًا من المنظفات التي تساعدها بألوان مختلفة مثل
فهذه الألوان في علم النفس تعطي انطباعًا بالدفء
أما الأبيض الحيادي وهو الألوان مجتمعة وكذلك هو لون النقاء فكان
إنَّ الإنسان الأول عاش مع هذه الألوان دون إدراك اسمها فكانت في الأشجار والسماء وانعكاسها على البحر وفي ألوان الطيف بعد المطر وفي لون البشرة وحيثما اتجه يجد جمال بكر الأرض دون تدخل الإنسان فيها
النظافة طريقة تفكير
يُقال أن السياسة هي فن الممكن وميدانها، ولكني أعتقد أن الممكن هو تجنب الكمال لتحصل على ما تريد في حياتك بشكل بسيط متاح
كيف نطبق هذا الفن في حياتنا الصحية؟
الفن لغويًا هو مهارة يحكمها الذوق
والممكن هي المستطاع فمن الممكن أن تفعل كذا وكذا
ولطالما كانت الصحة سر الحياة، فمن فقدها فقد أهم ما في الحياة
لذلك كان المحافظة عليها واجب
تبدأ النظافة من المنزل، بترتيبه وتنظيف أدواته بمنظفات خاصة، فتراكم الجراثيم يؤدي للأمراض الجسدية وهو مكان للراحة يؤثر على المزاج
عن سعد ابن المسيب قال عن الرسول عليه صلوات ربي :
“إنَّ الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة ”
هذا اجتزاء من حديث رسولنا الكريم
وقال عن جابر ابن عبد الله :
أنَّ رسول الله رأى رجلًا شعثًا قد تفرق شعره فقال :
أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره؟
ورأى رجلًا آخر وعليه ثياب وسخة فقال :
أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه؟
فنظافة الجسد والشكل والمنازل ضرورة من أجل صحة سليمة، وتبدأ بتعليم أطفالنا وتوعيتهم حول هذا الأمر، فمواد النظافة متوفرة وممكنة بل ومتاحة بسهولة، أما هندمة الشكل والثياب فهي فن من الفنون لأنها تعطي الانطباع الأول عن الشخص.
لذلك كان واجب على الأهل الاهتمام بأطفالهم منذ صغرهم حتى تصبح النظافة عندهم عادة ومن هنا تبدأ حياتهم، ثم بعد دخولهم المدارس تبدأ مهمة توعيتهم من خلالها ، لذلك اهتمت المدارس بصحتهم البدنية من خلال ممارسة الرياضة الصباحية ووضع لافتات في أغلب المدارس كُتب عليها” النظافة من الإيمان”
وربما أجمل ما قرأته من شعر للأطفال حول هذا الأمر
فلتكن النظافة لافتة الأنظار
ما أجمل النظافة جمالها منارة
تنير كل بيت وشارع وحارة
فلتكن النظافة مكانها الصدارة