فن الديكور الداخلي و بحث عن جودة الحياة

” منذ بدء الخليقة يبحث الإنسان عن حياة تليق به، لذلك كان المنزل محطته الأخيرة للراحة “

لم يكن فن الديكور الداخلي يُعرف بهذا الاسم سابقًا، لكن الإنسان البدائي اعتمد على فن الديكور الداخلي من دون أن يعلم، فكيف هذا؟

كان يصطاد الحيوانات ويسلخ جلودها وينظفها ليفرش بعضها على الأرض ويلتحف أخرى من فرو الحيوانات وجلودها، لتكون له دفئًا من برد الشتاء وعازلًا من حرارة الشمس، هكذا بكل بساطة.

ثم تطور الإنسان وتطورت معه سُبل العيش؛فاستقر حول مصادر المياه، حيث الطبيعة البِكر من شجر وأعشاب وأنهار وينابيع وطيور وحيوانات، فكانت الأرض سريرًا له والسماء لحافًا،  ولأن الإنسان سريع التكيف مع احتياجاته، استفاد من أخشاب الأشجار في بناء  بيوت له فوق الأشجار خوفًا من الحيوانات المفترسة،واستغل  الخشب أيضًا للتدفئة

هكذا هيأت له الطبيعة  عناصر الحياة الأساسية

واستمر في البحث عن الأفضل، حسب المتاح والمتوفر من أدوات للبناء فبنى منازل من طين الأرض ونصب الخيم حتى وصل إلى بناء المنازل الإسمنتية الحالية، وتفنّنَ في بنائها وتزيينها حسب مزاجه وراحته، وتغيرت المسميات بتغير نمط الحياة فأصبح كل مسكن يتميز عن سواه بديكور خارجي وداخلي.

و من هنا عُرف فن الديكور الداخلي وهو   فن  تزيين الفراغات وتنسيق المكان، منزلًا كان أو مكتبًا، حدائق عامة أو خاصة وذلك لتوظيف كل فراغ ليكون في خدمة الإنسان

ما هو الفرق بين الديكور الداخلي والتصميم الداخلي؟

يخطئ الكثير من الأشخاص لظنّهم أنَّ الديكور الداخلي هو ذاته التصميم الداخلي

أما التصميم الداخلي هو بحث وتحليل وتخطيط حسب مساحة البناء الداخلي والخارجي، ويلتزم المصمّمون هنا بخطة محددة وذلك  بالاتفاق مع صاحب البناء لمشاركة رؤيته، بحيث يكون المكان المراد تعديله أكثر راحة.

ففي  حال كنتَ بحاجة لإزالة جدار ما أوتغيير مكان الأبواب وإغلاق أبواب مفتوحة أو جدران  في منزلك أو مكتبك؛ وذلك حسب المساحة المتوفرة، فعليك الاستعانة بمصمم الديكور، ليُقدم لك  خطة افتراضية قبل تحسين المكان فهو قادر على دمج دراسته الأكاديمية مع خبراته لتكون النتيجة إبداعية.

أما الديكور الداخلي  هو عبارة عن تزيين وتأثيث المكان وتجهيزه، ويبدأ الديكور الداخلي بعد أن ينتهي مصمم الديكور من عمله؛

الديكور الداخلي هو  تنسيق واختيار ألوان مناسبة لطلاء الجدران والأرضيات من سجاد وغيرها وألوان الأثاث ونوعها واختيار الإكسسوارات  وكذلك لون الإضاءة المناسبة لكل غرفة أو للمكتب أو أي مكان تريده.

أنواع الديكور الداخلي أذواق ومذاهب

تعددت المدارس الحياتية على جميع الأصعدة، ولكن للناس في حياتهم أذواق ومذاهب، والديكور الداخلي للمنزل أحد هذه الأذواق وله أنواع مختلفة تناسب ذوق كل شخص

فما هي أنواع الديكور الداخلي وأيها أقرب إلى قلبك؟

  • الريفي : ويتميز هذا النوع بالبساطة، فلا غرابة فيه ولا تكلّف، كما وأنه قليل التكلفة فهو يعتمد على الخشب الطبيعي المتوفر و الأسطح الخشنة، فحين تدخل إليه تشعر بالدفء والهدوء لأنه غير معقد في بنائه وفي تفاصيله وأثاثه
  • الكلاسيكي :أي التقليدي ويتميز ساكنوه بتفاصيل شخصية، تشعر معها بالرقي والأناقة ويجمع بين العراقة وأصالة الماضي في توزيع الأثاث واللوحات، فأنّى نظرت ترى التناسب والتناظر في المكان
  • الحديث : وهو يناسب المنازل الصغيرة نسبيًا، يرتكز على البعد الوظيفي للمكان ولكنه يمتاز بالجمال أيضًا، فهو عصري وإكسسواراته بسيطة متناغمة.
  • نيو كلاسيك :مزيج من التقليدي والحديث، ففيه تفاصيل فاخرة وفيه بساطة مريحة ومرايا موزعة بشكل يتناسب مع الأثاث والفراغات؛

تكاد لا تستطيع أن تُحدّد مَكمَن الجمال فيه، لكنَّه جميل

  • المكسيكي : هو طراز أوروبي، مزيج من اختلاف الثقافات والأذواق تجمّعت في هذا الديكور، تُمزج فيه ألوان الطبيعة مع أقواس وأعمدة في الديكور الداخلي بالإضافة لوجود النباتات للزينة.

هذه بعض الأسماء و الأنواع التي اخترعها الإنسان حسب حاجته ولكن النتيجة أنَّه يمكن لكل شخص أن يضع لمسته الخاصة في أي نوع من أنواع الديكور الداخلي ويطلق عليه اسم كما يشاء

فمنزلك هو بصمتك كما اسمك .

تأثير الألوان في الديكور الداخلي

الألوان هي هبة الله للطبيعة الأم، فهي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية وتأثير الألوان في الديكور الداخلي لمكان عملك أو راحتك تأثيرات كبيرة في النفس البشرية، بل قد تكون المؤثر الأول في انطباعك الأول عن المكان، وتأثيرها يتعدّى ذلك ليصل إلى الإنسان ذاته

لذلك اهتم الإنسان بألوان ملابسه حين خروجه إلى العمل أو للقاء ما أو لسهرة، فلكل مناسبة لون يناسبها كما لكل مقام مقال

ومن هنا أيضًا جاء تأثير الألوان في الديكور المنزلي وغيره

فأنتَ حين تدخل مكانًا ما لأول مرة تقول : إنه مريح أو غير مريح، لكنك لا تعلم سبب تقييمك الحقيقي لشعورك هذا؛

وهذا هو سر الألوان، ومما لاشك فيه أن توزيع الأثاث له دور مهم أيضًا وكذلك ألوان الجدران والإضاءة

يُقال في علم النفس أن تأثير الألوان في الديكور الداخلي على النفس البشرية مباشر ولحظي

فدرجات الأزرق مثلًا تؤدي إلى تهدئة الجهاز العصبي

أما الأحمر فيؤدي إلى زيادة ضغط الدم ويسرّع نبضات القلب

لذلك صُنِّفت الألوان إلى حارّة وباردة؛

  • الألوان الحارّة مثل

” الأحمر والبرتقالي والأصفر” ويُؤخذ هذا التصنيف نسبة للشمس والنار وألوانهما، ويمكن استغلال هذه الألوان في الديكور المنزلي بوضعها في الغرف المظلمة أو الباردة والتي لا تدخل إليها أشعة الشمس، فهي تعكس الضوء أو تزيد منه

  • الألوان الباردة مثل

” الأخضر والأزرق” وترتبط  بلون الثلج والنبات والمياه وانعكاس لون السماء عليها

ويمكن استغلالها في الغرف المُشمسة، لتخفف قليلًا من حدّة الحرارة وبالتالي تُعطي انطباعًا بالراحة

أما إذا كانت مساحة المكان صغيرة في المنزل أو المكتب أو أي مكان يخصك فبإمكانك طلاء الجدران باللون الأبيض مثلًا لأنه يُعطي انطباعًا بأنه أكثر اتساعًا وسطوعًا ويوحي بمساحة أوسع، كما وأنه يمكنك وضع أثاث بأي لون آخر لأن الأبيض لون حيادي يتناسب مع أي لون آخر، ولا تنسى  أن للمرايا أهمية هنا، لأنها توحي أيضًا باتساع المكان.

أما إذا كنتَ تتفضّل الجو المريح في المنزل والتفاصيل الغامضة فعليك بما يسمى Moody Poom

فهي ألوان للهروب من صخب الشمس في النهار والأماكن المزدحمة؛

فالألوان التي تناسب هذه الأجواء هي البني الداكن والأخضر الداكن والبنفسجي والأسود والرمادي.

في كل الأحوال هي مساحتك الخاصة فاختر ما تحب في واحتك نهارًا وليلًا.

 التصميم البيوفيلي 

يُعتبر البابليون أول من جسد التصميم البيوفيلي في حدائق بابل المعلقة،

ثم طُرحت نظرية التصميم البيوفيلي لأول مرة في القرن العشرين من قبل عالم الأحياء إدوادر ويلسون والذي قال بأن البشر مجهزون فطريًا للاتصال مع عناصر الطبيعة وهي :

  • الماء
  • الهواء
  • النبات
  • الضوء كالشمس

وهي تناسب كل مرافق الحياة فمثلًا:

وجود نافذة تُطلُّ على مساحات خارجية خضراء تساعد المرضى على الشفاء في المشافي

أو وضع النبات في الغرف بما يتناسب مع مساحات المنازل بحيث تتناسق مع الديكور الداخلي وذلك من أجل تحسين المناعة وتنظيم العاطفة والمزاج، على أن يحتوي المنزل على العناصر الأربعة في أماكن محددة وحسب المساحة

التصميم البيوفيلي هو ربط الإنسان بالبيئة الطبيعية واستغلالها بشكل إيجابي لتحسين الصحة ورفاهية الإنسان، بحيث يتواصل الإنسان من داخل منزله مع هذه الطبيعة المُجسدة بالماء والهواء والنبات والضوء

طاقة المكان الفينغ شوي

طاقة المكان الفينغ شوي هي فلسفة صينية يعود تاريخها لأكثر من ثلاثة آلاف عام تقريبا ولها مدارس مختلفة متطورة لخدمة الإنسان ومعتمون وباحثون فيها ومدربون

الفينغ يعني الرياح

شوي يعني الماء

وفي الثقافة الصينية فإن الرياح والماء يرمزان إلى الصحة والعافية

طاقة المكان الفينغ شوي تعني الاستفادة من سريان الطاقة الإيجابية في المنزل

وهي إمكانية إحداث تغييرات في المكان لصالح الإنسان وتعزيز صحته النفسية والجسدية

كيف نطبق الفينغ شوي او طاقة المكان في منازلنا؟

  • مدخل البيت يبدأ من الباب وهو مدخل حياتك الشخصية، منه تدخل إلى خصوصيتك ومنه تخرج إلى العالم الخارجي، بالتالي عليك الاهتمام به بحيث يكون نظيف دائما وغير مشقق، و ما حول الباب هو الطريق إلى حياتك، فيجب أن يكون الطريق إليه ومابعد الدخول منه خاليًا من العقبات وذلك كي يسمح للطاقة العبور إلى المنزل، يمكنك وضع نبات حي هنا ولاتنسى الاهتمام بالإضاءة، ويجب ألا يكون مقابل الباب من داخل المنزل باب آخر، بل يُفضل وجود منظر طبيعي أو لوحة فنية ضمن الديكور الداخلي
  • غرفة النوم يجب ألا يكون السرير تحت نافذة حتى لا يعكّر الضوء صفو النوم
  • الصالون يجب أن تكون ألوانه فرحة وفاتحة في حال أنه غير مطلّ على ضوء طبيعي فذلك يؤثر سلبًا على النفسية، ففي هذه الحالة يُفضل اللون الصاخب أو الألوان النارية، وكذلك وضع المرايا لعكس الضوء الطبيعي قدر الإمكان

وإذا كان المنزل في محيط فيه حركة و ضجيج، تكون الطاقة زيادة عن الحد الطبيعي،فيفضل أن تكون الأرضية ناعمة فاتحة

مازال علم طاقة المكان الفينغ شوي محل اختلاف ما بين مؤيد له، كمدربة علم الطاقة جيسيكا والتي تقول بأن الإنسان عدو ما يجهل،

وما بين معارض له فيقول إنها أوهام وظنون

ولكن ما المانع من ظنٍّ قد يؤدي إلى راحة الإنسان وانسجامه بحياته الخاصة والعامة إن كان الموضوع لا يضر

 

مقالة برعاية المنزل الساطع علامة تجارية

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *