البيئة البحرية في البحر الأحمر
البيئة البحرية في البحر الأحمر أو المائية تعتبر جزء لا يتجزأ من النظام البيئي للطبيعة، كونها تشكّل نسبة كبيرة جداً من المساحة الكلية للأرض.
فهي تشمل البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات ولهذه البيئة عالم آخر من الكائنات الحية غير ما نراه في الحياة البرية، وبدورها تساهم في توازن الطبيعة بمختلف أصنافها النباتية والحيوانية، وأي تدخل من طرف الإنسان بشكل عشوائي قد يحدث خلل في نظام البيئة البحرية، كالصيد الجائر والمساهمة في تلويث المياه وغيرها من التصرفات الغير اللائقة..
وحديثنا في هذه التدوينة يخص البحر الأحمر.
يمثل البحر الأحمر نشاط اقتصادي حيوي، من خلال موقعه الاستراتيجي الهام، وإسهامه بشكل واضح في دعم اقتصاد الدول المطلة عليه، كما يشكّل دورا حيوي في حركة التجارة العالمية أبرزها الغاز والنفط.
وتزداد أهمية البحر مع ظهور مفهوم الاقتصاد الأزرق للاستخدام المستدام للموارد البحرية وضرورة المحافظة عليه.
فعلى اثر هذا الصدد نطرح التساؤل التالي:
أين يكمن دور البحر الأحمر وأهميته السياحية والاقتصادية في العالم وما هي مميزاته المتفرده عن باقي البحار
الاخرى؟
وصف الخريطة البحرية للبحر الأحمر:
كان يسمى البحر الأحمر عند العرب قديما بحر “القلزم” وتعني المضيق.
يعد من أشهر المسطحات المائية للكرة الأرضية، يفصل بين قارة آسيا وقارة أفريقيا.
يتصل البحر الأحمر بالمحيط الهادي من الناحية الجنوبية من خلال مضيق باب المندب وخليج عدن، ويحدّه من الشمال خليج العقبة وشبه جزيرة سيناء وخليج السويس الذي يوصل إلى قناة السويس.
تبلغ مساحة سطح البحر الأحمر 438.000 كلم مربع ويمتد بطول 2250 كلم مربع تقريبا.
يصل متوسط عمق المياه فيه إلى 3400 م تقريبا وعرضه 355 كلم.
تحيط بالبحر الأحمر ثلاث دول من الشمال مصر وفلسطين والأردن، ومن الشرق المملكة السعودية واليمن، ومن الغرب مصر والسودان واريتريا ومن الجنوب جيبوتي والصومال.
طبيعة البيئة في البحر الأحمر غنية ومتنوعة من مختلف الكائنات الحية النباتية والحيوانية، فهو أعلى بحر استوائي موجود في العالم حيث تعبر مياهه البحر الأحمر مدار السرطان.
كما يعتبر موطنا لأكثر من 1200 نوع من الأسماك المختلفة بالإضافة إلى 250 نوع مختلف من المرجان، ويمكن للغواصين في مصر اكتشاف نسب صغيرة من أنواع الشعب المرجانية والأسماك.
لقد ساهم البحر الأحمر على مر السنوات بدور جوهري في استقطاب السواح، نظراً لمميزاته الفريدة والاستثنائية التي تميزه عن باقي البحارالأخرى.
مميزاته:
- يعتبر البحر الأحمر من أكثر النظم البيئية مرونة على وجه الكرة الأرضية.
- كونه يحافظ على نقائه ولا يتأثر بظاهرة الاحتباس الحراري، وبالتالي لا تتأثر الشعب بالمرجانية المهدّدة في الأماكن مختلفة من البحار.
- عمره 30 مليون سنة عندما انقسمت القارتين آسيا وأفريقيا.
- درجة الحرارة الدافئة والملوحة العالية مختلفة عن باقي البحار.
- وبعده عن المؤثرات المائية الخارجية جعلت منه واحة للشعاب المرجانية النادرة.
أشهر الحيوانات في البحر الأحمر:
القروش، القرش الأرقط، القرش الحاضن، قرش المطرقة، الحدايات، قرش الجيتار،
سمك الراي اللاسع حنكليس، ثعبان البحر، سلور المرجاني، سمكة حارث الحرمان، سمكة العقرب، وقار، قملة القرش. سمك البياض، سمكة البياض، سمكة الحصان، سمكة بهار، سمكة شطف، الشَعور، دنيس، بوري، سمكة الفراشة، سمكة المهرج، سمكة ببغائية سيجان بطاطا سمك الرهو، سمكة الشراع، باراكودا، التونة، والماكريل سمك موسى، سمك الصندوق، سمك كروي، زاحف بحري، سلحفاة بحرية، ثديات بحرية، حيتانيات، دلفين محيطي، حوت ياليني، أطوم، لا فقاريات بحرية اسفنجيات، لاسعات، هيدريات، قنديل البحر، قنديل البحر صندوقي، شقائق نعمان البحر، ديدان مسطحة خرطوميات الجوف، مرجانيات، رخويات، عديدة الأصداف، حلزون، ثنائيات الصدفة، قشريات، سرطان شوكيات الجلد، نجم البحر، خيار البحر، قنفذ البحر وغيرها الكثير من الحيوانات متنوعة الألوان وغريبة الاشكال.
أشهر الكائنات الحية في البحر الأحمر:
الشعب المرجانية:
تبدو الشعب المرجانية مثل الكتل صخرية صمّاء أو نباتات، لكنّها بالواقع كائنات حيّة لا فقاريّة ذات ارتباط وثيق بقناديل البحر. تشغل الشعاب المرجانية مساحه 0.1% من محيطات العالم لكنها في هذه المساحة الضئيلة نسبيا تحتضن نحو 25% من الكائنات البحرية.
على سبيل المثال هذه المواطن الآمنة لأشكال الحياة البحرية مهدّدة بالزوال، تلعب عوامل عدّة دورا في دمار الشعاب المرجانية منها:
تلوث المحيطات وارتفاع درجة حرارة المياه وأساليب الصيد المدمّرة.
إذا استمر الحال على هذا المنوال ستضطر البشرية لإبادة الشعاب المرجانية بحلول 2050م.
لكن الجانب المشرق يشير إلى أن العديد من المنظمات غير الربحية والجمعيات البيئية قد باشرت اتخاذ خطوات لصنع التغيير والهدف منها إعادة رونق الحياة إلى الشعاب المرجانية باستخدام أساليب آمنه ومستدامة أبرزها:
الزراعة:
تتم عن طريق إزالة قطع صغيرة من الشعب المرجانية الحيّة ليتم زرعها في حضانة تحت الماء حتى تنمو ثم تعاد زراعتها في المحيط لإحياء الشعاب المرجانية الميتة.
التكاثر:
يتم جمع البويضات والحيوانات المنوية ويرقات الشعاب المرجانية المتناثرة في المياه،
بعد حدوث الإخصاب السنوي تعزل هذه اليرقات في أحواض آمنة لتنمو وتزدهر وحينما تصبح جاهزة للعودة إلى المحيط. ليتم نثرها فوق الشعاب المرجانية السابقة لتكون حجر أساس أو يتم تثبيتها على قوالب صلبة قبل إعادتها للمحيط.
بعض أسرار الغوص في البحر الأحمر:
تعد تجربة الغوص من أجمل وأروع التجارب التي قد يخوضها الإنسان أو المحترف لهذه الهواية في حياته.
إذ تعتبر اكتشاف عميق لأسرار وكنوز يخفيها البحر كونه عالم مجهول.
ويبدي الكثير من هواة الغوص اعجابهم بتجربة الغوص أو الغطس في البحر الأحمر،
لما يتميز به من بيئة بحرية متنوعة جعلته وجهة مثالية لكل الغواصين بمختلف خبراتهم وتجاربهم من مختلف الدول. خاصة دول الخليج العربي لأنه يتميز بمناخ دافئ في الشتاء ومعتدل صيفاً.
ومن أشهر المدن المطلة على البحر الأحمر بالسعودية محافظة “ينبع”، واحدة من ألمع المدن السياحية في المملكة.كونها تتميز بعمق المياه فيها و بصفاء الرؤية وتنوع وروعة الكائنات الحية، أشهرها حيوان نجم البحر ودودة البحر.
الغوص في مدينة ينبع بالسعودية:
موقعها:
تقع مدينة ينبع على الساحل الغربي..
غرب المدينة المنورة تطل على البحر الأحمر أهم معالم الغوص في مدينة ينبع تسمى بعاصمة الهدوء والغوص ولؤلؤه البحر الأحمر تشمل ثلاث مدن في مدينة واحدة “ينبع النخيل”، “ينبع البحر”، و”ينبع الصناعية”.
حديثنا في هذه الجزئية عن مدينة ينبع البحر وأسرار الغوص فيها.
أهم معالم الغوص في مدينة ينبع هو حطام سفينة أيونا، يعد هذا المعلم من أشهر أماكن الغوص بالسعودية
وتحديداً في مدينة ينبع يقال أن سفينة أيونا تعود لدولة بريطانيا تم سقوطها أثناء الحرب العالمية الأولى
يبلغ طول هذه السفينة 50 متر وأعماقها من ثمانية أمتار من مقدمة السفينة إلى أسفل السفينة عند المراوح بعمق 50 متراً.
كما تعرف هذه المدينة بالعديد من مواقع الغوص المتنوعة للشعب المرجانية، حيث تشكل سلسلة طويلة من الشعب المرجانية، هذا ما يفتح المجال للغواصين بالسباحة والغطس في أجمل بقاع الغوص في العالم وممارسة هوايتهم وشغفهم بمتعة ومشاهدة مختلف الحقول المرجانية التي لا نهاية لها.
الغوص في البحر الأحمر بدولة مصر:
شرم الشيخ واحدة من أشهر المدن المطلة على البحر الأحمر في مصر وأفضل الأماكن للاستمتاع بتجربة الغوص داخل مياهها وتحديدا بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ، تجربة فريدة ومتميزة للغوص مثلا بفضل تواجد عدّة أنواع من الكائنات الحية المبهرة أبرزها الشعاب المرجانية في هذه المنطقة البحرية بالإضافة إلى الكهوف المظلمة التي تضفي إطلالة فريدة بمياه هذه المنطقة .
الغوص في مدينة ذهب المصرية :
الغوص في بعض المناطق المصرية يختلف من مكان لآخر، خاصة مدينة ذهب المصرية وتحديداً منطقة الثقب الأزرق. الذي غرق في هذا المكان أكثر من 200 غواص ما بين هاوي ومحترف يبلغ عمق منطقة الثقب الأزرق حوالي 130 متر، يعتبر من أخطر أماكن الغوص في البحر الأحمر، إذ يمنع الغوص فيه إلّا للغواصين المتدربين والمحترفين والبعض يصحبهم الغواص التقني المحترف الذي درب الغواص المبتدئ.
وتوجد داخل هذه المنطقة فتحة أخرى عرضها 6 م تقريباً، وداخلها أيضاً تؤدي إلى فتحة أخرى يتواجد داخلها نفق يخرج على البحر اسمها القوس تعتبر هاتين الفتحتين من أهم معالم الثقب الأزرق، حيث يوجد داخله أيضاً آثار حطام سفينة بريطانية التي كانت تحمل معدات بحرية مثل الرشاشات والقنابل أثناء الحرب العالمية الثانية.
بالاضافة إلى متحف من المنحوتات يصور دورة حياة الشعاب المرجانية كما يلاحظ الغواص وجود كهوف في الأعماق.
توجد عدّة ثقوب زرقاء أو حفر بحرية في مصر هذه الكهوف معظمها تشكلت خلال العصور الجليدية السابقة عندما كانت مستويات الماء على الأرض أقل ممّا هي عليه الآن بحوالي 100 متر.
لكن لماذا يشكل الثقب الازرق بالتحديد خطورة على الغواصين، حيث التهم أكثر من 200 غواص تقريباً في السنوات الأخيرة لذلك اعتبر الثقب الأزرق في مدينة ذهب واحد من أكثر وجهات الغوص شعبية في العالم بأكمله، وعرف أيضاً باسم مقبرة الغواصين بسبب الوفيات المتكررة الحاصلة فيه بشكل غامض و أيضاً نتيجة مبالغة بعض الغواصين في الغوص إلى أعماق بعيدة مع انعدام المهارة الكافية لذلك.
أشهر المشاريع في البحر الأحمر بالسعودية:
مشروع جزيرة درزت روك:
مشروع البحر الأحمر وجد ليكون علامة فارقة في السياحة والسياحة المتجددة عالمياً بهدف وضع المملكة العربية السعودية إجمالاً على خريطة السياحة العالمية.مثلا كشفت شركة البحر الأحمر لتطوير السعودية عن تصاميم منتجع “دزرت روك” السياحي.
المنتجع السياحي المعني بتكريس مفاهيم الطبيعة غير المكتشفة داخل المملكة. صُمّم بطريقة تحافظ على البيئة وتعزّزها ممّا يسمح للزائرين بالتواصل المباشر مع ثقافة المنطقة المحلية، يحتوي على 48 فيلا و 12 جناحاً فندقياً بإجمالي 60 مفتاح بالتصاميم معمارية مدمجة بالكامل مع الصخر الجبلي، وذلك للحفاظ على المناظر الجمالية بالاضافة إلى العديد من المزايا الأخرى .
من المقرّر أن يستقبل المنتجع السياحي أول ضيوفه في عام 2023م .
مشروع جزيرة شيبارا بالسعودية المطلة على البحر الأحمر:
مشروع ضخم ينطوي على تأسيس وبناء فلل عائمة المطلة على البحر الأحمر
إحدى مشاريع تطوير البحر الأحمر كوجهة سياحية عالمية ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030
هذا المشروع يهدف ليكون علامة مميزة “لجزيرة شيبارا” بالتحديد والمملكة السعودية على وجه العموم
فكرة الفلل العائمة فوق الماء مستوحاه من البيئة الطبيعية ومصنوعة من الفولاذ المصقول ومقاومة للصدأ
كما أن تصميمها العصري يعكس ضوء أشعة الشمس وحرارتها،،
هذه الفلل تعكس لون السماء والماء لإبراز جمال البحر الأحمر، على سبيل المثال يهدف هذا المشروع لوضع معايير مستدامة وجديدة،
أو يطرح مفهوم جديد للسياحة المستدامة في العالم كما أن تصاميم جزيرة شيبارا قالبها مستوحى من الشعب المرجانية ونقاوتها ورمزا للكائن البحري المشهور في البحر الأحمر
ضرورة المحافظة على البيئة البحرية للبحر الأحمر وأهم الإرشادات الواجب اتباعها:
تواجه البيئة البحرية العديد من المشاكل والتهديدات وتنذر بعواقب تؤثر سلباً على الكائنات الحيّة ما لم يتم الانتباه لهذه الخطورة التي تهدّد الحياة البحرية لما لها من أهمية كبرى في الحياة البشرية، وتسخيرها لنا
قال تعالى: “وَهُوَ ٱلَّذِى سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”
ولعل من أبرز أسباب تلوث البيئة البحرية:
1- التسربات النفطية والكيميائية
2- النّفايات البلاستيكية كونها غير قابلة للتحلّل والتفكك
3- الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية
4- صرف مياه المجاري الملوثة بالمنظفات الصناعية
5- المفاعلات النووية التي تؤذي الماء حرارياً
على سبيل المثال للمحافظة على هذه الثروة الثمينة لابد من اتباع إرشادات السلامة البيئية بكل أنواعها:
1- المساهمة في تنظيف الشواطئ
2- تجنب رمي كل ما يساهم ولو بقليل في تلوث المياه البحرية والتي بدورها ستتكدس داخل أعماق البحر وتهدد حياة كائنات الحيّة داخله
3- ضرورة التوعية ونشر ثقافة المحافظة على البيئة البحرية
4- إصدار قوانين صارمة في حق ملوث مياه البحر وفرض عقوبات رادعة
5- عقد اتفاقيات والمعاهدات مع دول العالم لحماية هذه البيئة
مقالات قد تعجبك:
رائع جدا